
روسيا: نرفض سياسة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة ومحاولات تهجير أهالي غزة
أكدت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الثلاثاء، رفض موسكو لسياسة قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغريبة، ومحاولات تهجير أهالي قطاع غزة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مؤتمر “فالداي” الرابع عشر حول الشرق الأوسط الذي يعقد في موسكو: “هناك خطط إسرائيلية للسيطرة الكاملة على الضفة الغربية المحتلة ومحاولات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة”، مضيفا أن “ممارسة سياسة العقاب الجماعي أسلوب ترفضه روسيا“.
وأكد وجود خطط إسرائيلية للسيطرة الكاملة على الضفة الغربية المحتلة ولتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
ولفت لافروف خلال مشاركته في “مؤتمر فالداي” الرابع عشر حول الشرق الأوسط بالعاصمة الروسية موسكو، إلى وجود مؤشرات على مشاكل في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بسبب “عدم رضا إسرائيل” عن المرحلة الأولى.
وقال إن “الأزمة في غزة أدت إلى هلاك أكثر من 46 ألف مواطن فلسطيني مدني خلال سنة تقريبا” جراء الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين بقطاع غزة لأكثر من 15 شهرا.
واستطرد: “لقي عدد من الإسرائيليين حتفهم أيضا، لكن ممارسة سياسة العقاب الجماعي (من قبل إسرائيل) أسلوب لا نقبله على الإطلاق”.
وبيّن أن “عدد الضحايا المدنيين خلال سنوات الحرب في أوكرانيا (منذ فبراير 2022) أقل بكثير من عدد ضحايا غزة خلال عام واحد”.
وحول اتفاق وقف إطلاق النار قال: “من الجيد التوصل لهدنة بعد محاولات استغرقت سنة كاملة للتوصل إليها، فيما كان الأمريكيون يحاصرون ويمنعون كل محاولات توقيع الهدنة”، في إشارة إلى استخدام واشنطن “الفيتو” ضد قرارات أممية تقضي بوقف فوري للحرب.
وتابع: “طرحنا أسئلة على إسرائيل أمام كل الأطراف، متى وهل ستلتزم بما وعدت به (في الاتفاق الأخير)؟ لكن إسرائيل كانت تتهرب من الإجابة”.
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أنه “كان لمصر وقطر بمشاركة الأمريكيين، دور رئيسي (بالضغط على حماس وإسرائيل) للتوصل للهدنة (اتفاق وقف إطلاق النار بغزة)”.
وبالنسبة للمرحلة الثانية من تنفيذ الاتفاق، بيّن أنه “بدأت بعض المشاكل بالظهور، نسمع من إسرائيل أنها غير راضية بالتزام حماس بتنفيذ شروط المرحلة الأولى من الهدنة”.
لافروف تطرق أيضا إلى العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية الذي دخل أسبوعه الثالث، وقال: “إسرائيل دون أي خجل تستمر في أعمالها العسكرية في الضفة الغربية، إلى جانب طرد الفلسطينيين من غزة”.
وأردف قائلا: “أقدمت (إسرائيل) على التهجير في الضفة، وهي مصرّة على البقاء في الجولان (السوري) المحتل”، حيث وسّعت نطاق احتلالها تزامنا مع انهيار نظام البعث (السوري) في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024”.
واعتبر أن “المفتاح لكافة المشاكل في الشرق الأوسط هو إقامة الدولة الفلسطينية، فهناك عدد كبير من قرارات مجلس الأمن في هذا الموضوع، وحل الدولتين يؤكد على ضرورته كل اللاعبين الخارجيين”.
وأضاف لافروف: “إدارة (الرئيس الأمريكي السابق جو) بايدن كانت دائما تؤكد على ضرورته، أما إدارة ترامب فلم تطرح حتى الآن موقفها الواضح من هذا القضية”.
وأردف: “لكن خلال الولاية الأولى لـ(الرئيس الأمريكي الحالي دونالد) ترامب (2018-2021) كانت إدارته تطرح حلا آخر وهو اتفاقات إبراهيم ومحاولة الابتعاد عن المبادرة العربية التي طرحت وفقا لقرارات الأمم المتحدة من قبل السعودية أولا، ثم أيدتها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي”.
وشدد لافروف على أنه “لو تم تطبيق هذه المبادرة لساعد ذلك على تطبيع العلاقات بين إسرائيل وكافة الدول الإسلامية”، من وجهة نظره.
وتأتي تصريحات لافروف بينما تتواصل العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأت في مدينة جنين ومخيمها وتوسعت لمحافظتي طولكرم وطوباس شمالي الضفة الغربية.
وبالتزامن مع بدء حرب الإبادة على غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن مقتل 905 فلسطينيين، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال 14 ألفا و300 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.