فلسطين نائبا لرئيس لجنة ذاكرة العالم للمنطقة العربية لشؤون النزاعات والكوارث الطبيعية

انتخبت لجنة ذاكرة العالم للمنطقة العربية، في إطار عقد المؤتمر الإقليمي “الذاكرة في التراث”، دولة فلسطين لتتولى منصب نائب رئيس اللجنة لشؤون النزاعات والكوارث الطبيعية، ممثلة بعضوية ميسر مهام أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم خلود حنتش، وذلك في اجتماعها المنعقد بالعاصمة القطرية الدوحة، بتنظيم من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” بالشراكة مع دار الوثائق القطرية.
و جاء هذا الاختيار بتوافق ودعم عربي، مما يعكس الثقة بدور فلسطين المحوري في حماية وتوثيق التراث الوثائقي في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة العربية، وجهودها المستمرة في حماية التراث الثقافي والمخطوطات التاريخية، إضافة إلى دورها البارز في تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال، في هذه اللجنة التي تتكون من 17 دولة عربية برئاسة دولة قطر ونواب للرئيس مصر والأردن ودولة فلسطين نائباً للرئيس لشؤون النزاعات والكوارث الطبيعية.
وضم وفد دولة فلسطين في هذا الاجتماع أيضا، أيمن دار نافع مسؤول ملف التراث والثقافة، وثورة حوامدة مسؤول الدراسات والأبحاث في المكتبة الوطنية الفلسطينية، وهلا طنوس مسؤول قسم الإتصال والتواصل في مكتب اليونسكو الوطني في فلسطين.
وأكدت حنتش أن هذا التكليف يُعد تعزيزاً لمساعي دولة فلسطين المستمرة لحفظ التراث الإنساني الفلسطيني وتثمينه، في ظل التحديات والصعوبات التي يواجهها التراث الوثائقي الفلسطيني نتيجة التدمير الممنهج لدور الوثائق والمخطوطات الفلسطينية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ويعتبر هذا المنصب بمثابة تسليط الضوء على القضية الفلسطينية وتراثها الثقافي إقليمياً ودولياً، وإنجازا هاما يسجل لدولة فلسطين وتمثيلها بالمنابر الدولية الهامة والمنبثقة عن المنظمات الدولية المتخصصة.
وبدوره قدم مسؤول ملف التراث والثقافة باللجنة الوطنية الفلسطينية أيمن دار نافع، عرضاً خلال جلسات المؤتمر، تناول أهمية التراث الوثائقي الفلسطيني باعتباره شاهداً على الهوية والتاريخ، كما سلط العرض الضوء على الدمار الكبير الذي طال التراث الوثائقي في قطاع غزة جراء حرب الإبادة التي بدأت في السابع من أكتوبر 2023. وشددت اللجنة على ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي والدولي وبناء شراكات فعّالة لحماية التراث الوثائقي في مناطق الصراع وضمان استمراريته للأجيال القادمة.
وشهد المؤتمر الذي حضره نخبة من الخبراء والمختصين من مختلف الدول العربية، نقاشات ثرية حول مستقبل التراث الوثائقي وأهمية تعزيز التمثيل العربي في السجل الدولي للتراث الوثائقي، كما تم الإعلان للمرة الأولى عن تشكيل اللجنة المشتركة لبرنامج ذاكرة العالم للمنطقة العربية، التي تهدف إلى توحيد الجهود الإقليمية لصون التراث الوثائقي وحمايته من الأخطار الناتجة عن النزاعات والكوارث الطبيعية، وتعزيز الحضور العربي في سجل ذاكرة العالم لدى اليونسكو.
يذكر أن برنامج “ذاكرة العالم” هو إحدى المبادرات الرائدة لليونسكو، ويهدف إلى حماية التراث الوثائقي العالمي وضمان استمرارية وصول الأجيال القادمة إليه، ويعتبر حصول فلسطين على هذا المنصب انعكاسا لمكانتها كدولة ملتزمة بحماية التراث الثقافي وتعزيز الحوار الحضاري، ويؤكد أهمية استمرار الجهود للحفاظ على الهوية الثقافية في مواجهة محاولات الطمس والتهميش.