بعد حل الخلافات.. الكابينيت وحكومة نتنياهو يصادقان غدا على اتفاق وقف إطلاق النار

بن غفير: سنستقيل من الحكومة أقرت الصفقة وسموتريتش يطلب ضمانات مكتوبة لاستئناف الحرب بعد المرحلة الأولى!
ينعقد اجتماعان للمجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) وللحكومة غدا الجمعة، للمصادقة نهائيا على وقف إطلاق النار، بعد حل النقاط الخلافية.
وأكد مسؤول إسرائيلي مساء اليوم الخميس، أن “جميع الخلافات الأخيرة مع حركة حماس حُلت”، ويُتوقع أن يجتمع الكابينيت غدا للمصادقة على الاتفاق، على أن تجتمع الحكومة بعد ذلك للمصادقة عليه، بحسب ما أوردت التقارير الإسرائيلية.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية العامة “كان 11” نقلا عن مصدر إسرائيلي أن اجتماع الكابينيت، سيُعقد في صباح الجمعة. كما نقلت عن مصدرين، أكدت مشاركتهما في المفاوضات، أنه “تم حل الخلافات، وسيتم تنفيذ الاتفاق”، مشيرة إلى أن “الوفد الإسرائيلي في الدوحة، يستعد لمغادرة قطر إلى إسرائيل في القريب العاجل”.
وأعلن رئيس حزب “شاس” أرييه درعي مساء اليوم، أنه أُبلغ بالتوصل لاتفاق، وقال “تلقيت إشعارا نهائيا بأن العقبات جميعها تم التغلب عليها، وأن الصفقة جارية”، مضيفا “نحن الآن مشغولون بالصياغة النهائية، وأريد أن أهنئ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فهو المسؤول عن الاتفاق”.
وذكر درعي، أن “لا أحد يستطيع اليوم أن يطعن في الصفقة الأولى لإطلاق سراح الرهائن التي عُقدت قبل عدة أشهر، فقد كانت في محلها”.
هذا، وأعلنت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس” اليوم الخميس، أن الجيش الإسرائيلي استهدف مكانا فيه إحدى الأسيرات المشمولات في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى المرتقبة.
وفي وقت سابق الخميس، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن “مسؤول رفيع” أن الخلافات الحالية التي تعيق توقيع الاتفاق تتعلق بهوية أسرى تطالب حركة “حماس” بإدراجهم ضمن الصفقة، وأشار المسؤول إلى أن استمرار هذه الخلافات قد يدفع إسرائيل إلى استدعاء وفدها من الدوحة.
وقال المسؤول إن “الخلاف الأساسي يتمحور حول طلب حماس منحها حق الفيتو على عدد محدود من الأسرى الفلسطينيين الذين تعتبرهم رموزا”، وادعى أنه تم “استثناء مروان البرغوثي من قائمة مطالب حركة حماس”.
ونقلت القناة عن مصدر مقرب من نتنياهو، قوله إنه “إذا لم تتراجع حماس عن مطالبها، فلن يتم التوصل إلى اتفاق”. وأضافت أن الوسطاء نقلوا رسالة للوفد الإسرائيلي تفيد بأن “العمل جار لحل الخلاف قريبا”.
وفي غضون ذلك، أعلن ما يسمى “وزير الأمن القومي” الإسرائيلي، رئيس حزب “قوة يهودية”، المتطرف ايتمار بن غفير، مساء اليوم الخميس، أنه سيستقيل من حكومة بنيامين نتنياهو إذا أوقفت حربها على قطاع غزة.
وقال بن غفير خلال مؤتمر صحفي، إنه وأعضاء حزبه سيستقيلون من حكومة نتنياهو إذا نُفِّذ اتفاق “وقف إطلاق النار” في غزة، مشيرا إلى أنه في “حال عادت الحكومة للحرب (بعد تنفيذ الاتفاق) فسيعود حزبه إليها بكل قوة”.
ويعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينت” والحكومة الإسرائيلية، اجتماعان غدا الجمعة وبعد غد السبت للمصادقة النهائية على الاتفاق.
وأضاف: “الصفقة الحالية تطلق سراح مئات الاسرى الفلسطينيين وتقر الانسحاب من فيلادلفيا ووقف الحرب وستنهي كل إنجازاتنا، يجب وقف المساعدات الإنسانية والوقود عن غزة بالكامل من أجل إعادة المخطوفين وأدعو نتنياهو إلى التروي ووقف هذه الصفقة السيئة وعدم إعادتنا للوراء”.
وأكد أنه “لن نتعاون مع اليسار لإسقاط حكومة نتنياهو لكن لن نبقى في حكومة تبرم صفقة كهذه، مستعدون لدفع أثمان باهظة لتحرير مخطوفينا لكن المطروح أثقل مما نحتمل.. الفرحة التي تابعناها في غزة والضفة الغربية تظهر من هو الذي خضع في هذه الحرب”.
بدوره، أعلن حزب الصهيونية الدينية برئاسة وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسئيل سموتريتش في بيان حاد معارضته الشديدة لاتفاق وقف النار في غزة بين حماس وإسرائيل.
لكن حزب سموتريتش قال أنه يوافق على المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار والبقاء في الحكومة شريطة تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من خلال ضمانات خطية ومكتوبة، بالعودة إلى الحرب لتدمير حماس وإعادة باقي الأسرى.
وتقول صحيفة “يديعوت أحرنوت” إن إشارات وردت ألى اجتماع حزب الصهيونية الدينية من مكتب نتنياهو بأنه سيكون من الممكن ضمان عدم المساس بإنجازات الحرب.
لكن عضو الكنيست عن حزب الصهونية الدينية، تسفي سوكوت، أكد أن الحزب يتجه إلى معارضة الاتفاق وقال: “أعتقد أن هناك احتمالات أن نستقيل من الحكومة”.
ونقلت يديعوت أحرنوت عن مصدر مطلع على التفاصيل أن: “سموتريتش في مزاج سيئ ومأزق صعب. إنه يخشى أن تلتصق به هذه الصفقة”.
وقال مصدر إسرائيلي رفيع المستوى الخميس: “إن سموتريتش في مرحلة ذات إشكالية كبيرة للغاية. فبالنسبة لسموتريتش، إنها أيديولوجية، على عكس بن غفير الذي كل شيء بالنسبة له مجرد استفزاز”.
فيوم الأربعاء، قال سموتريتش تعليقا على إعلان وقف النار في غزة إن “صفقة سيئة وخطرة على الأمن القومي لدولة إسرائيل.. ستكلفنا الكثير من الدماء.. الشرط الواضح بالنسبة لنا للبقاء في الحكومة هو اليقين المطلق بالعودة إلى الحرب بكثافة كبيرة، على نطاق واسع .. حتى النصر الكامل بجميع المكونات وفي مقدمتها تدمير تنظيم حماس الإرهابي وعودة جميع المختطفين إلى ديارهم”.
وحذر مسؤولون إسرائيليون ضالعون في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل أسرى مع حماس، اليوم الخميس، من أن مطلب حزب الصهيونية الدينية باستئناف الحرب في نهاية المرحلة الأولى من الصفقة، واستجابة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لهذا المطلب، سيشكلان خرقا للاتفاق.