نتنياهو يصر على اجتياح رفح ؟!

نائل موسى
نائل موسى 2 أبريل، 2024
Updated 2024/04/02 at 1:27 صباحًا

 

بقلم : عايدة عم علي

على وقع اخفاق نتنياهو أي انجاز ما بين نصر وهمي يحرزه ومآزقه الداخلية , فلا هو قادر على ابتلاع غصات الهزيمة الموجعة رغم ضخامة الترسانة العسكرية، والتجويع والحصار، وسياسة استنزاف مقومات الصمود ومضي 6 شهور من عدوان وحشي، لم يجن سوى الخيبة ولم يبتلع إلا أشواك تغير المعادلات الميدانية.

نتنياهو يرى خلاصه من نكسته باجتياح رفح جنوب قطاع غزة، على الرغم من رؤية سياسيين ومحللين أنها ستكون نهايته السياسية، المحتمة لا سيما أنه غير مكترث لا للتحذيرات الأممية والغربية والإقليمية من الإقدام على هذه الخطوة، وأبرزها الأميركية رغم عدم جديتها ومصداقيتها.

إصرار نتنياهو على اجتياح رفح محاولة جديدة خاسرة لا محالة، خاصة أنها وان حدثت لن تمسح عار هزيمته وخيبته الموصوفة من جبين الكيان الصهيوني، بل على العكس تماماً فإن نتائجها السلبية بالنسبة لنتنياهو وجيشه ستكون كلفتها كبيرة وفاتورتها باهظة عليه في العديد والعتاد وستكون الشعرة التي ستكسر ظهره على كل المستويات وخاصة المستوى الداخلي الذي بات على صفيح ساخن.

نتنياهو يحاول الإفلات من العقاب جراء ما اقترفت يداه من جرائم بحق الإنسانية في قطاع غزة، وينتاب الكيان الخوف من البند السابع في ضوء اتهام الأمم المتحدة له بارتكاب أعمال إبادة جماعية في غزة الا انه يدرك أن المغامرة قاسية، وتبعات المخاطرة بالدخول إلى رفح سيضاعف خزيه، ويثقل الأعباء على حكومته العنصرية التي ترمي جنود الكيان إلى محرقة اندحارهم، لكنه يكابر غطرسة لاسيما بعد طوفان الأقصى الذي شكل صدمة كبيرة لمجتمع المستعمرين الذين اهتزت ثقتهم بالحكومة والجيش، على الرغم من حربه الطويلة والقاسية على غزه، إلا أنّه لم يستطع حتى الآن من استعادة ثقة مجتمعه وهيبة الجيش المفقودة.

وحدها المقاومة الصامدة التي لم يزحزح ثباتها وابل الهمجية، وليس أمام نتنياهو والحال الميداني متشح بالخسارة إلا التوجه نحو زجاج الرهانات الأخيرة والتلويح بالعدوان على رفح ورقته المتبقية في رزمة أوراق أحرقها ميدان غزة، فهو أي

نتنياهو في تلويحه بالعدوان على رفح المكتظة بالناجين حتى اللحظة من المذبحة الإسرائيلية المشهرة علناً يعول على إطالة أمد العدوان كورقة ضغط لدفع المقاومة الفلسطينية للتراجع عن مواقفها وتحرير أسرى كيانه المحتل من دون وقف العدوان والسماح بإدخال المساعدات.

لكنه مهزوم ومتخبط في آن معاً، ويظن أن العدوان على رفح قد يحفظ لكيانه ما تبقى من قطرات عنجهية أريقت بمهانة واذلال على رمال غزة، وتنقذ له ما يخشى على نفاده من رصيد سياسي يتبخر في ساحات المواجهة.

الواقع على الأرض ساطع للعيان وأصعب من أن يخفيه نتنياهو بغربال التزييف وماكينة “الهاسبارا” المختصة بتضليل الرأي العالمي لا تفلح حالياً بتضليل شارعه الصهيوني، وما اعتراف صحيفة “هآرتس” بتعقيد الواقع الميداني وإقرارها بأن المقاومة تلحق بجيش الاحتلال خسائر كبرى، ناهيك عن الصدمات وتبعاتها النفسية إلا دليل على ضخامة خسارة الاحتلال وعقم رهانات نتنياهو.

وختام القول أن نتنياهو سواء نفذ نتنياهو عدوانه على رفح أم تراجع خشية من ارتدادات سياسية وعواقب ميدانية، فإن ما كشفه العدوان على غزة من ازدواجية معايير ومراءاة غربية أثبت أن القيم الغربية الأخلاقية والإنسانية وحقوق المرأة وحق الطفولة تحتضر، وان ما تسمى إمبراطورية عظمى تتاجر بالشعارات الكاذبة في سوق نخاسة المصالح، وتفخخ الإنسانية بديناميت الحروب لضمان الهيمنة.

 

عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *