المشهد الثقافي ومهرجان برلين قصف إسرائيلي – الماني

Nael Musa
Nael Musa 17 مارس، 2024
Updated 2024/03/17 at 10:29 مساءً

تقرير – ريحاب شعراوي

اثار الظهور اللافت لمناصري فلسطين على المنصة الرئيسية لمهرجان برلين السينمائي (برليناله)، خاصة ما حدث في حفل الختام هجوما هستيريا طال إدارة المهرجان وقوى اليسار ومؤيدي فلسطين ولم تسلم منه وزيرة الثقافية الألمانية كلوديا روت عنون كالعادة بـ”معاداة السامية”.

كلوديا روت التي اعتبرت دعم فلسطين وانقاد جرائم الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه مجرد أخطاء، كانت صحف ألمانية طالبتها بالاستقالة من منصبها بسبب ظهور مناصري فلسطين، وتصفيقها لمخرجين فلسطيني واسرائيلي تحدثا عن حرب الإبادة في غزة ونظام “الابرتهايد” الذي تكرسه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتسبّب دفاع فائزين في مهرجان برلين السينمائي عن الشعب الفلسطيني، وانتقادهم الشديد لإسرائيل واتهامها -على خشبة المسرح-بـ”الإبادة الجماعية والفصل العنصري”، في حرج كبير للسياسيين الألمان وأحزابهم الداعمة لإسرائيل.

ولم تخفّ وتيرة الردود رغم أن الحدث يتعلق بمهرجان فني يُفترض أن يدافع عن حرية التعبير ما يشير الى حملة ممنهجة لمنع انتقاد إسرائيل في مشهد غير مسبوق ينقل السياسية الألمانية الخارجية الحالية الى حالة الانحياز التام والدعم الاعمى للجلاد على حساب الضحية.

وفي مشهد مخز يجلله العار، كان من بين أبرز المواقف والمشاهد التي قوبلت باتقاد وغضب الماني صهيوني، كان ظهور المخرج الأمريكي التجريبي بن راسل على خشبة المسرح مرتديًا الكوفية الفلسطينية، منتقدا الإبادة الجماعية وتصرفات إسرائيل في قطاع غزة، في حين لاقى خطاب المخرج استحسان وتصفيق الجمهور.

كما شن مؤيدو إسرائيل هجوما على عضو لجنة التحكيم الفرنسية فيرينا بارافيل، التي تداولت مع التواصل صورا وهي تعلق ورقة على ظهرها كتب عليها بأحرف كبيرة واضحة “وقف إطلاق النار الآن”!. وقيام العديد من العاملين على خشبة المسرح بارتداء شارات مماثلة

وطالت الاتهامات المخرج الفلسطيني باسل عدرا حول فيلمه “لا أرض أخرى”، حيث دعا ألمانيا إلى التوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلحة. ودعا زميله في الفلم الإسرائيلي يوفال أبراهام إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الاحتلال.

أبراهام وصف الوضع في الضفة الغربية بالفصل العنصري. داعيا إلى الحل السياسي والتعايش السلمي والمتساوي بين الإسرائيليين والفلسطينيين

كما هوجم الممثل الأرجنتيني ناهويل بيريز بيسكايارت لظهوره يرتدي قميصا يحمل عبارة “إنهاء الحصار على غزة”

وبالعودة إلى ما جرى في ليلة توزيع جوائز المهرجان، لم يستسغ الساسة الألمان وجلّ وسائل الإعلام المحلية، رفع مشاركين للافتة “وقف إطلاق النار الآن”، ولا تصريح المخرج الأميركي بن راسل، الذي صعد إلى المنصة متشحا بالكوفية الفلسطينية، وقال “نقف مع الحياة وضد الإبادة الجماعية ولأجل وقف إطلاق النار”.

وفاز بن راسل رفقة المخرج الفرنسي غيوم كايو بأفضل فيلم في فقرة “إنكاونتر” من المهرجان المخصصة للأفلام المستقلة ذات النفس الإبداعي.

لكن التصريح الذي انتشر بشكل كبير على شبكات التواصل كان للصحفيين الفلسطيني باسل عدرا، والإسرائيلي يوفال أبراهام، اللذين أخرجا فيلم “لا لأرض أخرى” -إلى جانب مخرجين آخرين-الذي توج بجائزة أفضل فيلم وثائقي، ويصوّر طرد المستوطنين اللفلسطينيين من أراضيهم.

وقال عدرا: “من الصعب عليّ الاحتفال وعشرات الآلاف من شعبي يُذبحون ويُقتلون من طرف إسرائيل في غزة”، داعيا ألمانيا إلى احترام دعوات وقف إطلاق النار، ووقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.

كما أشار أبراهام إلى معاناة الفلسطينيين تحت نظام وصفه بـ”الأبارتايد”، قائلا: “سأعود أنا وزميلي عدرا إلى أرض لسنا متساويين فيها، أنا أعيش تحت قانون مدني، وباسل تحت قانون عسكري. أنا أملك حق الانتخاب، وهو لا، أنا حر في التنقل كما أريد، وهو كالملايين من الفلسطينيين، محتجز في عبرت عنها وزبره الثقافة   بقولها:“من المرير أن يظل حفل توزيع الجوائز الفاشل والمزعج إلى حد كبير هو الذي يطغى على المهرجان بأكمله الآن. لقد تساءلنا بالفعل بعد السابع من أكتوبر: كيف يجب أن يتعامل المهرجان مع الهجوم على إسرائيل وحرب غزة؟ كنت قلقة من أن يتعرض صانعو الأفلام الإسرائيليون للهجوم أو أن يتعرضوا للإزعاج خلال العروض.

وعن تصفيقها لفيلم المخرج الفلسطيني باسل عدرا، قالت الوزيرة الألمانية: “من الجنون أن الأمر الآن يتعلق فقط بمتى ولماذا يجب أن أصفق. وأود أن أوضح الأمر: لقد أثنيت أيضا على تصريحات زميله يوفال أبراهام. نعم،

وزعمت ان “هناك معاداة السامية المثيرة للاشمئزاز بين المتطرفين اليساريين، كما يمثلها الفرنسي جان لوك ميلينشون. كان راسل يرتدي وشاحاً فلسطينياً ويتحدث عن “رفاق”.

الصحف والإعلام الألماني الشعبوي بدوره عمل على تضخيم الادعاءات والمطالبة بإقالة المسؤولين ومحاسبتهم ومطالبة وزيرة الثقافة بالاستقالة، فيما طالبت الصحف الأكثر رصانة المستشار الألماني أولاف شولتس بالتدخل وإصدار تصريح يوضح نظرته العامة لما جرى في المهرجان السينمائي.

صحيفة بيلد كتبت “لنذكر أولاً فضيحة كراهية اليهود في معرض “دوكومنتا” الفني في عام 2022، والآن حفل توزيع الجوائز في برلينالة 2024. حيث ألقى أعضاء لجنة التحكيم وصانعو الأفلام خطابات متحيزة مناهضة لإسرائيل، وشوهوا الدولة اليهودية

السفير الإسرائيلي لدى ألمانيا رون بروسور انتقد بشدة “المشهد الثقافي الألماني، وقال: “إن الخطاب المعادي للسامية ولإسرائيل قوبل بالتصفيق، وإن المشهد الثقافي الألماني يبسط السجادة الحمراء -حصريا- لمن يروجون لنزع الشرعية عن إسرائيل”.

وفي معمعان الجلبة كانت أعلنت مجموعة من المحامين الألمان رفع دعوى جنائية ضد حكومة ألمانيا بتهمة دعم الإبادة في غزة فيما قال المستشار أولاف شولتس يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي “في هذه اللحظة لا يوجد سوى مكان واحد لألمانيا: المكان إلى جانب إسرائيل”، وهو الموقف الذي أعرب عنه أيضا البوندستاغ .

ويرى باحثون أنه لا يمكن فصل هذه المواقف عن التاريخ الألماني “عندما قتل النظام النازي ملايين اليهود”. حيث ألمانيا تشعر أن عليها دينا تاريخيا وواجبا في حماية إسرائيل، وينظر إلى هذا الالتزام على أنه أكثر من مجرد هدف سياسي، بل يعتبر أن أمن إسرائيل ووجودها هما سبب وجود الدولة في ألمانيا!

ويعزو اخرون الموقف الألماني الى ضعف ردة الفعل العربية الرسمية والشعبية الى جانب أن المانيا لا ترى علاقتها بالعالم العربي، أولوية بالنسبة إليها، وهي تركز على دعم دولة الاحتلال الإسرائيلية مهما كان الثمن. وأن تشوه صورتها ثمن يبدو أن الحكومة الألمانية مستعدة لدفعه بكل طيب خاطر.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *