وحمصي من مواليد طرابلس شمال لبنان عام 1937، واحترف الفن من خلال القناة السابعة على تلفزيون لبنان الرسمي، وأطل على المشاهدين بشخصية القروي الذي وصل إلى المدينة جاهلا تقنياتها الحديثة وتطورها، وكان يردد في كل حلقة عبارة (صبحك بونجور ستنا بيروت)، التي أصبحت جملة شائعة لعقود.

وشكل مسلسل (دويك يا دويك) التلفزيوني بابا للشهرة للممثل عبدالله حمصي، حيث كان يناقش التناقض بين عادات الريف والمدينة، وينتقد الكذب والرياء والسرقة والخداع في المدينة، بينما حياة الريف تتمتع بشيء من المصداقية.

وبعد أكثر من أربعين سنة على مسلسل “دويك يا دويك”، ظهر حمصي في فيلم وثائقي للإعلامي جورج صليبي عام 2016، حيث شارك في ثلاثة مشاهد من فيلم (بونجور بيروت).

وقال صليبي لرويترز: “طلبت منه المشاركة بشخصية دويك التي مثلها في مسلسل تلفزيوني في مطلع السبعينيات وكانت تعبّر عن رجل القرية الطيّب الذي تفاجأ ببيروت وناسها والحياة فيها وقرر تركها والعودة إلى القرية”

وأضاف صليبي: “استحضرت تلك الشخصية برمزيتها بعد أكثر من أربعين عاما للدلالة على المفاجأة التي شعر بها عندما رأى بيروت وقد خسرت بيوتها وطابعها العمراني العريق.. يومها أمضى يوما كاملا في تصوير المشاهد وتنقلنا بين ثلاثة أحياء في بيروت وتحت أشعة الشمس وهو بثيابه التراثية والشروال واللبادة على رأسه، وأعدنا تصوير اللقطات أكثر من مرة، فلم يعترض ولم يتأفف ولم يشعر بالتعب أو الملل، وكان مثالا للفنان الملتزم والعريق بمهنته والتزامه …هو يبقى عنوانا من عناوين الزمن الجميل في عالم التمثيل والشاشة الصغيرة”.

وجسد حمصي أدوارا بارزة في أكثر من 15 فيلما منها فيلما الأخوين رحباني والفنانة فيروز (سفر برلك) و (بنت الحارس).

وقبل التمثيل، كان حمصي بطلا في رياضة كمال الأجسام وفاز ببطولة الشمال عام 1955. وفي العام 1960، قام بتأسيس “فرقة الفنون الشعبية” التي قدمت نُخبة من المواهب الشابة.

ويشيع جثمان الفنان الراحل في مسقط رأسه في مدينة طرابلس بشمال لبنان يوم غد