مهرجان الفيوم السينمائي الدولي يخصص ثالث أيامه لدعم فلسطين
القاهرة – فينيق مصري – ريحاب شعراوي – خصصت إدارة مهرجان الفيوم السينمائي الدولي الأول لأفلام البيئة والفنون المعاصرة، ثالث ايم المهرجان التي صادفت اليوم الخميس، يومًا ثقافيا لدعم فلسطين.
وشهدت فعاليات اليوم الفلسطيني حضور حشد من الفنانين والمثقفين وصناع السينما والمخرجين المصريين والعرب، والمستشار الثقافي لسفارة دولة فلسطين لدى جمهورية مصر العربية ناجي الناجي.
وثمن الناجي إيلاء القائمين على المهرجان هذا اليوم لأجل فلسطين بالتزامن مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، مؤكدا وجوب توسيع الجبهات الثقافية من قبل النخب والمثقفين حول العالم من أجل مناصرة الحق الفلسطيني في المحافل الثقافية حول العالم، وللتأثير عبر الدبلوماسية الثقافية بما يفضي إلى كشف حقيقة الصراع الدائر وجرائم الحرب التي ترتكب ضد الإنسانية في فلسطين المحتلة، في الوقت الذي يصر فيه شعبنا على البقاء على أرضه والحفاظ على هويته وإرثه الثقافي.
من جانبها، أكدت رئيسة سلطة جودة البيئة نسرين التميمي، في كلمة مصورة مخصصة للمهرجان، أن آثار العدوان الإسرائيلي لا تقتصر على البشر بل تطال البيئة التي تتعرض لجرائم تدميرية ممنهجة، عبر استهداف الأرض والمياه والموارد الطبيعية.
وسلطت التميمي الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، عبر الاستيلاء على الأراضي لصالح المستعمرات ومحاولات السيطرة على المحميات الطبيعية ومصادر المياه، وتدمير التنوع الحيوي بسبب بناء جدار الفصل والتوسع العنصري.
وأشارت إلى أن الاحتلال ألقى أكثر من 85 ألف طن من المتفجرات على القطاع، إضافة لتراكم 43 مليون طن من مخلفات الهدم، بما تحويه من ملوثات عضوية خطرة، وانعدام للبيئة الصحية وهدم النظم البيئية الطبيعية وتدمير للمساحات الخضراء والأراضي الزراعية وانتشار الأمراض المعدية، بالإضافة إلى تلوث أكثر من 90% من مصادر المياه في القطاع.
وقالت التميمي إن “المهرجان يحمل رسالة أمل وسط الألم، ورسالة وعي هامة، فالأفلام البيئية ليست مجرد أعمال إبداعية، بل هي صرخة من أجل كوكبنا والعدالة، ومن أجل الأجيال المقبلة والحرية”.
وتابعت: “من خلال مهرجانكم، نؤكد أن البيئة والفن هما لغة عالمية توحد الشعوب حول أهداف مشتركة، رغم اختلاف الثقافات والحدود”.
يذكر أن فعاليات اليوم شهدت عروض أفلام سينمائية من مجموعة أفلام “من المسافة صفر” التي أنجزها مخرجون فلسطينيون خلال حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وتقديم عروض تراثية من الفلكلور الفلسطيني قدمتها فرقة كنعان للثقافة والفنون الفلسطينية، بالإضافة إلى عرض تصاميم من التراث الفلسطيني، وتقديم المأكولات الشعبية والمطرزات الفلسطينية.
وستستمر الأنشطة الخاصة بفلسطين على مدار اليوم كامل حيث سيختم بندوة خاصة مع المستشار الثقافي للسفارة الفلسطينية بالقاهرة.
وطالب المثقفون والفنانون الحاضرون بضرورة الوقف الفوري لحرب الإبادة الجماعية، وإنهاء آخر احتلال في العالم، مؤكدين استمرار المثقفين والمفكرين في ممارسة دورهم التعبوي لمناصرة الحق الفلسطيني حتى استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وكان افتتح مهرجان الفيوم الاثنين الماضي بحضور عدد من الفنانين من بينهم إلهام شاهين، وحمزة العيلي الذي تمّ تكريمهم وحضر داليا مصطفى، ورانيا فريد شوقي، وأحمد فتحي.
كما أعلنت إدارة المهرجان قائمة تكريماتها التي تضم أسماء بارزة في مجال السينما والفن، وتتصدر الفنانة إلهام شاهين المكرمين تقديرًا لمشوارها السينمائي الطويل، سواء ممثلة أو منتجة، خاصة لإسهاماتها في إنتاج أفلام تناقش قضايا اجتماعية وسياسية مؤثرة.
ويكرم المهرجان المنتجة التونسية درة بوشوشة، صاحبة الرصيد السينمائي الثري، لدورها في تقديم أعمال متميزة تعاونت فيها مع نجوم عرب، فضلاً عن تكريم خاص للفنان حمزة العيلي عن نجاحاته الأخيرة في السينما المصرية.
ويمنح المهرجان تكريمًا خاصًا للدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، لجهوده في دعم المهرجان وتيسير إقامته.
وتتنافس في المهرجان أفلام من 15 دولة تمثل أربع قارات، إذ استقبلت إدارة المهرجان 150 فيلمًا، اختير 55 منها للعرض، موزعة بين 8 أفلام طويلة، 27 فيلمًا قصيرًا، و20 فيلمًا للطلبة.
تضم مسابقة الأفلام الطويلة أفلامًا مثل “الثلث الأخير” من فرنسا، “كارون الأهواز” من فرنسا أيضًا، “التحول” من هولندا، “مي ورد” من البحرين”، و”طريق الوادي” من السعودية.
أما مسابقة الأفلام القصيرة، فتشمل أفلامًا مثل “ترياق” من السعودية، “عن النيل” من مصر، “ضل أخضر” من السودان، “يافا” من فلسطين، و”الأم” من تونس.
وأكدت الناقدة ناهد صلاح، المديرة الفنية للمهرجان، أن الأفلام المختارة تسلط الضوء على قضايا البيئة والمناخ، وتعكس التنوع الثقافي من خلال تقديم موروثات الشعوب عبر لغة سينمائية مميزة. كما أشارت إلى أن المهرجان يعرض أعمالًا في عروضها العالمية الأولى وأخرى تعرض لأول مرة في الشرق الأوسط.