حوار مع السفير تسنغ جيشين بالذكرى ٧٥ لتأسيس جمهورية الصين الشعبية والـ ٣٦ لاقامة العلاقات الدبلوماسية مع فلسطين
جيشين: القضية الفلسطينية هي القضية الجوهرية في الشرق الأوسط وموضع اهتمام الصين والرئيس
جينبينغ
-العلاقة بين “الشيوعي الصيني” و”النضال الشعبي” بلغت منطلقة تاريخية جديدة حيث يواجهان المهام التاريخية لحماية السيادة الوطنية والأمن والمصالح التنموية لبلدينا
حوار – نائل موسى – حسني شيلو
حفلت الأيام أولى من شهر أكتوبر الجاري بمناسبات عظيمة ذات أثر كبير على الشعبين الفلسطيني والصيني والمنطقة والعالم برمته حاضرا ومستقبلا ومن أبرزها، الذكرى ٧٥ لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، والذكرى ٣٦ لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية ودولة فلسطين، وعام على التوجيه الاستراتيجي من الرئيس شي جينبينغ والرئيس محمود عباس، برفع العلاقات الصينية الفلسطينية إلى الشراكة الاستراتيجية.
وبهذه المناسبات، التقت مجلة “نضال الشعب” الإلكترونية سعادة سفير جمهورية الصين الشعبية لدى دولة فلسطين تسنغ جيشين في حوار صحفي شامل، فيما يلي نصه: –
- في الذكرى ٧٥ لتأسيس جمهورية الصين الشعبية والذكرى الـ ٣٦ للعلاقات الصينية الفلسطينية على اقامتها، كيف ترى بكين العلاقات الصينية -الفلسطينية لناحية رسوخها في السياسية الخارجية وفي الاستراتيجية الصينية في المنطقة؟ وهل تحظى فلسطين في إطار هذه الاستراتيجية بمكانة خاصة؟
صادف الأول من أكتوبر عام 2024 الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، وألقى الرئيس الصيني شي جينبينغ خطاباً خلال حفل استقبال في بكين احتفالا بالذكرى الـ75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، مشيراً إلى أن الصين تلتزم دائما بهدف السياسة الخارجية المتمثل في حماية السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة، وتقدر الثقافة الصينية السلام وأن الأمة الصينية ليس لديها تقليد للتوسع الخارجي، وإن الصين، التي كانت ضحية لتهديد القوى الأجنبية في العصر القديم، تعرف تماماً قيمة السلام ومكاسب التنمية التي ليس من السهل تحقيقها، وهي الدولة الكبرى الوحيدة التي أدرجت التنمية السلمية في دستورها، وتملك أفضل سجل من بين الدول الكبيرة فيما يخص قضية السلام والأمن. واتخذت الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني المنعقدة قبل الأشهر قراراتٍ مهمةً لمواصلة تعميق الإصلاح الشامل وتعزيز التحديث الصيني النمط، مما أدى إلى إطلاق رحلة جديدة حيث تتكاتف الصين مع العالم في التنمية والتقدم المشترك، وكل خطوة في تنمية الصين هي زيادة في القوة من أجل السلام. وكانت وستظل الصين تساهم في حفظ السلام وتعزيز التنمية.
وصادف هذا العام الذكرى السادسة والثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وفلسطين، وكانت الصين من أوائل الدول التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين، والصين وفلسطين أخوان حميمان وشريكان عزيزان يتبادلان الثقة، وترسخت الصداقة التاريخية بينهما في قلوب الشعبين. وفي ظل التوجيه الاستراتيجي من الرئيس شي جينبينغ والرئيس محمود عباس، تم رفع العلاقات الصينية الفلسطينية إلى الشراكة الاستراتيجية في العام الماضي، لتصبح معلماً مهما في تاريخ العلاقات بين البلدين، وتحرص الصين على مواصلة تبادل الدعم الثابت مع فلسطين في القضايا التي تهم الهموم الحيوية للبلدين، وتعزيز التعاون الودي على نحو شامل في شتى المجالات، وتقديم ما في وسعها من المساعدات إلى فلسطين، بما يعود بالنفع على الشعبين.
- تشهد منطقة الشرق الأوسط عموما والقضية الفلسطينية خصوصا، تطورات خطيرة متسارعة تتهدد الوجود والحقوق الفلسطينية، كيف تتعامل القيادة الصينية مع هذه الاخطار تجاه القضية الفلسطينية؟
إن الشرق الأوسط أرض خصبة للتنمية، غير أن نيران الحرب لا تزال تشتعل فيها، واستمرت الجولة الجديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لمدة عام تقريباً، وعانى الشعب الفلسطيني بشدة. وفي الوقت نفسه، يستمر امتداد الصراع والوضع في الشرق الأوسط مثير للقلق.
إن القضية الفلسطينية هي القضية الجوهرية في الشرق الأوسط، وتكون موضع اهتمام الصين البالغ. وطرح الرئيس الصيني شي جينبينغ سلسلة من المبادرات والرؤى حول القضية الفلسطينية، مؤكداً على أنه لا يجوز استمرار الحرب إلى أجل غير مسمى، ولا يجوز غياب العدالة إلى الأبد، ولا يجوز زعزعة حل الدولتين بشكل تعسفي. وقبل الأيام، طرح عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية الصيني وانغ يي، رؤية من أربع نقاط لتعزيز السلام في الشرق الأوسط في الاجتماع رفيع المستوى لمجلس الأمن حول الشرق الأوسط، وهي تحقيق وقف شامل لإطلاق النار على الفور، وإدارة قطاع غزة ما بعد الصراع التزاماً بمبدأ “حكم فلسطين من قبل الفلسطينيين”، وتفعيل حل الدولتين لضمان الإنصاف والعدالة، وتقديم الدعم الدولي لتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
إن الصين شريك استراتيجي لدول الشرق الأوسط، وتحرص دائما على تعزيز السلام والاستقرار فيها والمساهمة في تنميتها، ولا تتدخل أبدًا في الشؤون الداخلية لها، ولا تسعى أبدًا إلى أي مجال نفوذ فيها، ولا تستغل أبدًا القضايا الساخنة لتحقيق أي مصالح جيوسياسية، وإن الصين مستعدة للعمل مع كافة الدول المحبة للسلام والعدالة، بما في ذلك الدول العربية والإسلامية، لبذل جهود حثيثة لإنهاء الحرب في وقت مبكر، ومنع امتداد الصراعات، وتنفيذ حل الدولتين، وتعزيز السلام في الشرق الأوسط.
- لطالما حظيت فلسطين بدعم صيني مبدأي وثابت على مدى ثمانية عقود، هل هناك رؤيا صينية لتفعيل هذا الدعم التاريخي خلال المرحلة الدقيقة الراهنة؟ واي من أوجه العلاقة برأيكم بحاجة الى مزيد من الجهد وبما فيه من الجانب الفلسطيني لتعميقه أكثر؟
في مواجهة الصعوبات والتحديات الحالية، لا يمكن للمجتمع الدولي أن يظل بعيداً عنها، وطرحت الصين رؤية من أربع نقاط في هذا الصدد، أولاً، يجب استخدام أقصى قدر من الضرورة الملحة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، وعلى أطراف الصراع أن تنفذ بشكل كامل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وتتخذ موقفاً صادقاً ومسؤولاً لإنهاء الحرب ولعب دور بناء أكثر. ثانياً، يجب إدارة قطاع غزة ما بعد الصراع التزاماً بمبدأ “قيادة فلسطينية، ومملوكة للفلسطينيين، وحكم فلسطيني”، وتشجيع كافة الفصائل الفلسطينية على تنفيذ إعلان بكين، ودعم تعزيز نفوذ السلطة الوطنية الفلسطينية وتفويضها صلاحيات الأداء لتحقيق السيطرة الفعالة على جميع الأراضي الفلسطينية، وتولي إدارة الشؤون حيث يكون الشعب الفلسطيني هو الهيئة الرئيسية، وتدعو الصين إلى عقد مؤتمر إعادة الإعمار بعد الحرب، وتدعو إلى المشاركة من جانب المجتمع الدولي ودول المنطقة والمنظمات الإقليمية، ثالثاً، يجب حث الأطراف المعنية على التنفيذ الفوري والكامل لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، وتدعم الصين حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وتدعم عقد مؤتمر السلام الدولي بمشاركة أوسع ومصداقية أكثر وفاعلية أكبر، ووضع الجدول الزمني وخريطة الطريق لتنفيذ حل الدولتين، رابعاً، يجب على المجتمع الدولي أن يحترم بالكامل رغبات دول الشرق الأوسط ويدعمها في استخدام حكمتها لحل القضايا الإقليمية الساخنة والصعبة، وعلى أساس الالتزام بالاحترام المتبادل والإنصاف والعدالة، يجب تعزيز بناء هيكل أمني يتوافق مع الواقع التاريخي للشرق الأوسط ويأخذ في الاعتبار الاهتمامات المشروعة لكافة الأطراف، وعلى المجتمع الدولي أن يزيد من المساعدات الإنسانية، وضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها بسرعة وكفاءة، ودعم وكالة الأونروا في مواصلة القيام بدور مهم، ورفض الضغوط والتدخلات الخارجية، وتحرير الشرق الأوسط من ضباب الصراع والمواجهة.
- على ضوء الحوار الفلسطيني – الفلسطيني الذي ترعاه بكين لإنهاء الانقسام وتجسيد الوحدة الوطنية، هل بإمكان الصين توظيف علاقتها القوية مع الفصائل الفلسطينية لتسريع تنفيذ بنود اعلان بكين؟
في تموز العام الجاري، اجتمع الفصائل الفلسطينية الـ 14 في بكين لأول مرة لإجراء حوار المصالحة الوطنية، مما أتى بأمل ثمين للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لما يكفي من المعاناة. ويقول الصينيون “القوة في اتحاد الإخوة”، ويقول مثل عربي “قوم تعاونوا ما ذلوا”. لا يعلو الصوت العادل إلا بصوت واحد من الفصائل الفلسطينية، ولن تنجح قضية التحرر الوطني إلا بالمضي قدما إلى الأمام كتفا بكتف، وإن المفتاح للمصالحة الوطنية الفلسطينية هو تعزيز الثقة والتحكم في الاتجاه والتحرك التدريجي.
لا يمكن أن تتقدم عملية المصالحة بثبات وتترسخ الوحدة والتضامن بين الفصائل الفلسطينية، إلا بمواصلة بلورة توافقات وتطبيقها على أرض الواقع. ولا تستغني المصالحة باعتبارها من الشؤون الداخلية بين الفصائل الفلسطينية عن دعم المجتمع الدولي، وتعمل الصين والدول العربية والإسلامية نحو نفس الاتجاه والهدف في طريق الدفع بالمصالحة، والحوار في بكين ليس النهاية، بل نقطة انطلاق جديدة للمصالحة، وتأمل الصين بكل إخلاص أن تحقق الفصائل الفلسطينية وحدتها الوطنية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في يوم مبكر على أساس المصالحة، وستواصل الجهود الدؤوبة والمشتركة مع كافة الأطراف المعنية في هذا الصدد.
- قدمت الصين دعما دائما على مختلف الصعد لفلسطين، في ظل الحاجة الماسة هل تنتظر فلسطين دعما إضافيا خلال المرحلة الراهنة والمقبلة وما اوجهه المتوقعة؟
استمر الصراع بين فلسطين وإسرائيل قرابة عام، وعانى الشعب الفلسطيني بشدة. ومن خلال لعب دورها كدولة كبرى مسؤولة، قدمت الصين دفعات متعددة من المساعدات النقدية والمادية الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة. وأعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ في الجلسة الافتتاحية للدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي التي عقدت في أيار العام الجاري أن الصين ستقدم مساعدة إضافية بقيمة 500 مليون يوان بعملة الرنمينبي الصينية، إضافة إلى المساعدات الإنسانية العاجلة التي تم الإعلان عنها سابقا بقيمة 100 مليون يوان بعملة الرنمينبي الصينية، بهدف دعم تخفيف الأزمة الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة، وستتبرع بـ 3 ملايين دولار أمريكي لوكالة الأونروا، بهدف دعم الوكالة لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة إلى قطاع غزة. وتعمل الصين على الإسراع في تنفيذ مشاريع المساعدات المذكورة، وتم تسليم 3 ملايين دولار أمريكي لوكالة الأونروا، وتقوم الصين بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية لضمان تسليم المساعدات الصينية إلى شعب قطاع غزة بسرعة وأمان. وبالإضافة إلى ذلك، سيتم إطلاق مشروع إمداد الطرق الرابطة لشارع بكين في رام الله بتمويل من الحكومة الصينية في المستقبل القريب، كما تقدم الصين دعما لتدريب الموارد البشرية والمنح الدراسية الحكومية لفلسطين، وستواصل تقديم ما في وسعها لدعم فلسطين في تخفيف الصعوبات وتحسين معيشة الشعب، الأمر يضفي القوة الدافعة على التنمية النشطة والمستدامة للعلاقات بين بلدينا.
- هل تشعر القيادة الصينية بقلق إزاء ما يبيت وتتعرض له القضية الفلسطينية، كيف ترون الوضع على ضوء ذلك خلال الأيام المقبلة، وهل تتشاور بكين في ذلك مع القيادة الفلسطينية ومع شركائها الدوليين وتستخدم ثقلها لمنع هذا التدهور، وإيجاد أفق؟
منذ اندلاع هذه الجولة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ظلت الصين تدعو بقوة إلى وقف إطلاق النار، وتعمل بلا كلل من أجل استعادة السلام، وتبذل كل جهد ممكن لإنقاذ الأرواح. أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ على دعم الصين الثابت لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ودعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ودعم عقد مؤتمر السلام الدولي بمشاركة أوسع ومصداقية أكثر وفاعلية أكبر.
ولم تدخر الصين لحظة واحدة في جهودها الدبلوماسية للمساعدة في وقف تصعيد الصراع، وفي أيار العام الجاري، عقدت الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في بكين، وأجرى وانغ يي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ووزير الخارجية، مناقشات متعمقة مع وزراء الخارجية العرب حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وشكلت القضية الفلسطينية صوتا مشتركا بين الصين والدول العربية يدعو إلى إنهاء الصراع في غزة في أقرب وقت ممكن وتحقيق السلام وتشجيع المجتمع الدولي على تنفيذ حل الدولتين بتصميم أكبر وإجراءات أكثر واقعية، وقبل الأيام، أجرى وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، تبادلات متعمقة مع القادة وكبار المسؤولين من عدة دولة ومنظمة دولية، وحضر عدة اجتماعات رفيعة المستوى لمجلس الأمن، ويشجع كافة الأطراف على بناء التوافق وحشد القوة في اتجاه العودة إلى السلام. وقام المبعوث الخاص للحكومة الصينية لقضية الشرق الأوسط بعدة زيارات إلى دول المنطقة، وحضر مؤتمرات السلام الدولية ذات الصلة، وجاب المنطقة للعمل بشكل مكثف مع كافة الأطراف، وأصدرت الصين ورقة موقفها بشأن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، داعية إلى تنفيذ وقف شامل لإطلاق النار، وحماية المدنيين بشكل فعال، وضمان المساعدة الإنسانية، وتعزيز الوساطة الدبلوماسية، والسعي إلى تسوية سياسية، بهدف حشد المزيد من الزخم والتوصل إلى اتفاق ودفع المزيد من الإجراءات في مجلس الأمن.
وبغض النظر عن كيفية تطور المشهدين الإقليمي والدولي، فيما يتعلق بقضية فلسطين، فإن الصين ستقف دائما إلى جانب السلام، إلى جانب العدالة، إلى جانب القانون الدولي، إلى جانب التطلعات المشتركة لأغلبية شعوب دول العالم، وعلى جانب الضمير الإنساني. وباعتبارها عضواً دائماً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ودولة كبرى مسؤولة، ستواصل الصين الحفاظ على اتصالات وثيقة مع الأطراف المعنية، والعمل من أجل التوصل إلى وقف مبكر لإطلاق النار في غزة وتخفيف الأزمة الإنسانية على الأرض، والعمل بثبات من أجل التوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية في وقت مبكر وتحقيق السلام والأمن الدائمين في الشرق الأوسط.
- بخصوص العلاقة الثنائية بين الحزب الشيوعي الصيني وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، كيف تقيمون هذه العلاقة، وما هي من وجهة نظركم أوجه ومجالات تطويرها؟
إن عام 2024 له أهمية خاصة لكلا حزبينا، انعقدت الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، ويصادف الذكرى الـ 57 لانطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، فعملية البناء والتطور في الحزبين والعلاقات بينهما وصلت إلى منطلقة تاريخية جديدة، ويواجه كلا الحزبين المهام التاريخية لحماية السيادة الوطنية والأمن والمصالح التنموية لبلدينا.
يولي الحزب الشيوعي الصيني أهمية كبيرة للصداقة التقليدية والتعاون المميز مع جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، ويقدر الجهود الدؤوبة التي تبذلها الجبهة لتعميق العلاقات بين الحزبين والبلدين، مستعداً للعمل مع الجبهة لتوطيد وتعميق التعاون بين الحزبين وتعزيز تبادل الخبرات في مجال الحكم والإدارة، ونحن على يقين بأنه بفضل الجهود المشتركة، ستستشرف العلاقات بين الحزبين والبلدين مستقبلاً أجمل بكل التأكيد، بما يسهم في إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، ويقدم مساهمة أكبر لإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.