اتحاد الكتّاب ينعى المناضل والروائي رشاد أبو شاور
رام الله – فينيق نيوز – نعى الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، المناضل الكبير والأديب الروائي رشاد أبو شاور الذي وافته المنية، اليوم السبت، في العاصمة الأردنية عمان، “بعد عمر مديد عاشه نضالاً منتميًا لقضية شعبه ومنافحًا باليقين المستحق وعناد الثابت أن فلسطين رجعة الحياة للعاشقين”.
وقال الاتحاد في بيان النعي إن الراحل أبو شاور، أحد علامات الثقافة الفلسطينية والعربية، وأحد مؤسسي الاتحاد العام للكتّاب والصحفيين الفلسطينيين.
وأضاف: “يومٌ ثقيل على الصدور، وعلى سماء حزينة في الأعين المشبعة بالحزن، وعلى تلال المآسي المكتظة في الأفئدة، يرحل رشاد أبو شاور الكبير شخصًا ونصًا، لتحمله سحابة تتزنر الآن بعبق مسراه، وتغسل بالندى جبهته، وتطرز على دواليب المجرة اسمه لمهاب تحلقه وهو يبتعد كضوء غريب في عتمات دجية وموحشة”.
وتابع البيان: “رحل رشاد أبو شاور؛ الأستاذ، والمناضل، والأديب والروائي الفذ والأب الروحي لجملة من الأدباء والأصدقاء، الذين اكتشفوا سحر فلسطين من رضابه الأدبي”.
وقال الاتحاد: “إذ نودع القامة والقيمة الوطنية والأدبية الفواحة بعطر فلسطين رشاد أبو شاور، نرفع أسمى آيات العزاء وأصدقها لعائلته المكرمة ولأهله المقدرين، وللكتّاب والأدباء في فلسطين وعموم شعبنا والوطن العربي وأحرار العالم وأعظم الله أجرنا على صبر الفراق.. وستبقى على طريقك طريق فلسطين وثابتها الأكيد حتى النصر والتحرير. ونظل بالدم نكتب لفلسطين. من يكتب يقاوم.. ومن يقاوم ينتصر”.
الراحل في سطور:
وأبو شاور، قاصّ وروائيّ فلسطينيّ يعيش في الاردن، وهو من مواليد العام 1942 في قرية ذكرين التابعة لمحافظة الخليل، وهو من عائلة مناضلة، انتقل بعدها مع اسرته بعد نكبة الفلسطينيين في العام 1948 الى مخيمات الشتات، واستقر في بداية رحلة اللجوء في مخيمي مدينة أريحا النويعمة وعين السلطان، ثم انخرط في صفوف المقاومة الفلسطينيّة، وانتقل للعيش في بيروت، وتسلم عدّة مناصب في مؤسّسات منظّمة التحرير الفلسطينيّة، ابرزها اتّحاد الكتّاب العرب والصحفيّين الفلسطينيين، وعمل نائباً لرئيس تحرير مجلّة الكاتب الفلسطينيّ الصادرة عن الاتّحاد.
انهمك ابو شاور في كتابة القصة القصيرة والرواية والعمل الصحفي، ولمع اسمه كروائي يتميز بخصوصيته الكتابة عن الفلاحين واللاجئين، وتخللت اعماله أجواء الحياة الفلسطينية في مختلف مراحلها، ما جعله من أبرز الكتاب الذين تفردوا برصد الوقائع اليومية والتفاصيل في حياة الشعب الفلسطيني.
صدر روايته الاخيرة “وداعًا يا زكرين عن المركز الثقافي العربي في بيروت، وهي تقدم سردا لحكاية لجوء أبناء قرية ذكرين بعد معركة ضارية مع العدو الصهيوني، مستعيدا فيها ملامح القرية التي أجبر على تركها تحت تهديد العصابات الصهيونية، بعد ارتكابها مجزرة في قريته ادت الى استشهاد نحو 13 من أفرادها.
كما صدرت له مؤخرا، رواية بعنوان “ترويض النسر”، وسبق ان قدم للمكتبة العربية اعمالا قصصية قصيرة من ابرزها” بيتزا من أجل مريم، الى جانب روايته الاولى التي كتبها عن قريته ايضا ايام بين الحب والموت، والبكاء على صدر الحبيب، والعشّاق، والربّ لم يسترح في اليوم السابع، وغيرها من الروايات والقصص، وكتابه التوثيقي آهٍ يا بيروت، وفيه يقدم جملة مقالات حول عملية الغزو الصهيوني لمدينة بيروت عام 1982.
ارتحل ابوشاور الى عواصم عربية عديدة، فعاش فترة في بغداد وبيروت، واستقر في عمان، وخلال مسيرته، ظل يكتب عن فقده الكبير لفلسطين، ويستعيد طعم هذا الفقد المر في كتاباته.