ثقافة وادب

السوداني: فلسطين بحاجة للضمير الثقافي العالمي لمواجهة الإبادة الثقافية

روما – فينيق نيوز – شارك الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين الشاعر مراد السوداني، والملحق الثقافي لسفارة دولة فلسطين في روما الروائي والمترجم عودة عمارنة، والشاعرتان الإيطاليتان إليزابيتا بيترولاتي وجوليانا بيوفان في ندوة بعنوان:”الأدب الفلسطيني بين المأساة والصمود”، أقيمت في متحف دومينكو ريدولا في مدينة ماتيرا التاريخية جنوب إيطاليا.

وتناولت الندوة ما تتعرض له غزة من إبادة جماعية والمحو على كل المستويات وعلى وجه الخصوص الإبادة الثقافية واستهداف المكونات الثقافية، وما تتعرض له الضفة والقدس من استباحة وقتل يومي.

وقال السوداني: تتعرض غزة وعموم فلسطين إلى إبادة ومجازر يومية وجرائم بشعة يقترفها الاحتلال وعصابات المستعمرين، وفي غزة تم استهداف كل البنى الثقافية والتربوية والجامعات والمدارس ودور النشر والمكتبات العامة والخاصة والمتاحف واستشهد ما يزيد على 48 كاتبا ومبدعا معظمهم أعضاء في اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين فيما تم اغتيال ما يزيد على 100 من رؤساء الجامعات والمعاهد من أكاديميين ومفكرين وعلماء، و175 صحفيا وما زال جثمان الشاعر سليم النفار وأسرته وأخيه وأسرته تحت الأنقاض كما هي جثامين الآلاف تحت الأنقاض وآخرها مجزرة خان يونس، حيث تحولت غزة لمقبرة جماعية أمام الفرجة الكونية.

وتناول السوداني المشهد الثقافي المقاوم وإبداعات كتاب وأدباء غزة تحت سقف النار وصمودهم وبطولاتهم وهم يواجهون آلة الدمار والإجرام الاحتلالية، وما زالوا يوثّقون مجازر الاحتلال لا يملكون سوى أقلامهم وحبر دمهم وإرادتهم الصلبة في مواجهة أهوال الموت والقذائف الراعبة، مؤكدا أن كتّاب غزة ينتجون أدبا جديدا ومختلفا في أشدّ اللحظات رعبا ودمارا غير مسبوقة في التاريخ القديم والحديث.

وأشار إلى لعلاقات السياسية والثقافية بين فلسطين وإيطاليا، مثمّنا دور المثقّفين الإيطاليين الذين زاروا فلسطين وشاهدوا فظائع الاحتلال وحواجزه ومعازله واستيطانه وجدار فصله وجرائمه في الضفة والقدس التي تتعرض للإكراهات بتهجير شعبنا وتهويد المدينة.

ودعا إلى الانخراط في الجبهة الثقافية العالمية لدعم فلسطين بما يفضح جرائم الاحتلال وروايته المغلوطة المضلّلة ويؤكد الحق والحقيقة الفلسطينية الثابتة والراسخة.

بدوره، شكر الروائي عمارنة، رئيس المؤسسة فليشه ليانتو وأعضاء المؤسسة على حسن الضيافة والاستقبال وتركهم مساحة مهمة من وقت المهرجان للتضامن مع فلسطين في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها.

وعبّر عن تقديره العميق لدعم المؤسسة للثقافة والقضية الفلسطينية الثابت والمستمر منذ أكثر من 10 سنوات وطالب بفتح آفاق جديدة للتعاون، لا سيما في المجالات الثقافية.

كما قدم روايته “ذاكرة فتى درجة ثانية” بطبعتها الثانية الصادرة عن “دار كلاموس للنشر” في روما، وهي رواية تتحدث عن حياة وتجربة الاعتقال قبل أكثر من 33 عاما عندما كان فتى بعمر 16 عاما، وقال: “هذه الرواية مستوحاة من تجربة حقيقية لفتى عاش وتنقل لشهور طويلة في سجون الاحتلال، وعاش في أرض فلسطين، ومنذ أكثر من 30 عاما الأمور تسوء في ظل حكومة فاشية عنصرية تنتهج سياسة القتل البطيء بحق آلاف المعتقلين الأطفال والنساء والمرضى في معتقلات الاحتلال”.

 وأضاف: ان روايته تعتبر فعلا أدبيا وجماليا واجبا ومساهمة في حفظ الرواية الذاكرة الفردية والجمعية للشعب الفلسطيني التي تتعرض للسرقة والتشويه وأنها تحاول أن تكون صرخة أمل وإرادة في ظل صمت عالمي مخجل أمام الظلم الذي يحدث في فلسطين كل يوم منذ 100 عام.

واستعرضت الشاعرتان بيترولاتي وبيوفان رحلتهما ضمن وفد ثقافي إيطالي إلى فلسطين العام الماضي، وتأثير هذه الزيارة على نصّهما الإبداعي حيث أصدرتا ديوانين عن فلسطين ومعاناة شعبها وما تتعرض له من ويلات ومعاناة وعذابات، وصمود الشعب الفلسطيني وثبات الثقافة المقاومة التي تتصدى لمشاريع الاحتلال التدميرية وأكاذيبه الإعلامية.

زر الذهاب إلى الأعلى