بوتين يدعو لتهدئة طويلة الأمد في غزة وتسوية النزاع بجهود دولية مشتركة
اجتمعت اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في العاصمة الروسية موسكو، اليوم الثلاثاء، لمناقشة الوضع في قطاع غزة.
وتسعى اللجنة الوزارية، إلى الدفع نحو وقف إطلاق النار وحماية المدنيين في قطاع غزة، والسماح بجهود الإغاثة الإنسانية، وإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، استنادا إلى نتائج القمة العربية الإسلامية في الرياض.
وقال لافروف في مستهل الاجتماع إن “روسيا تشارك منظمة التعاون الإسلامي في تقييمها لضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وندعو إلى البدء فورا بالاستعدادات لاستئناف عملية التفاوض بشأن إقامة الدولة الفلسطينية”.
وأشار إلى أنه من الواضح أن حجم المساعدات الإنسانية المقدمة إلى قطاع غزة غير كافٍ.
وأوضح لافروف أن سبب فشل الرباعية الدولية للتسوية في الشرق الأوسط في القيام بمهامها كان عدم وجود ممثلين عن العالم العربي، مشددا على ضرورة تمثيل دول المنطقة في وضع آليات لإنهاء الصراع.
وشدد أعضاء اللجنة الوزارية على أهمية اتخاذ أعضاء مجلس الأمن والمجتمع الدولي إجراءات فاعلة وعاجلة للوقف الفوري للعدوان في قطاع غزة، مؤكدين أن ذلك يعد أولوية لجميع الدول العربية والإسلامية.
وأشار أعضاء اللجنة الوزارية إلى أهمية رفع الحصار المفروض على قطاع غزة بشكلٍ فوري وإطلاق الأسرى والرهائن، وإعادة تفعيل عملية سلام جادة وعادلة، تحظى بدعم مرجعيات الشرعية الدولية.
وطالب أعضاء اللجنة الوزارية باضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته عبر رفض كافة أشكال الانتقائية في تطبيق المعايير القانونية والأخلاقية الدولية، والتغاضي عن الجرائم البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه المدنيين الفلسطينيين العزل، واتجاه انتهاكات الاحتلال تجاه قطاع غزة، والضفة الغربية بما فيها القدس.
وأشار أعضاء اللجنة الوزارية إلى أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في انتهاكات قواعد القانون الدولي، وعدم الالتزام بقرارات الشرعية الدولية وآخرها قرار مجلس الأمن الأسبوع الماضي، يضعف شرعية النظام الدولي، ومصداقية المدافعين عنه، وقدرته في الحفاظ على السلم والأمن والاستقرار الإقليمي مستقبلاً كما يغذي بواعث التطرف والعنف.
وشدد أعضاء اللجنة الوزارية على أهمية السماح الفوري بإيصال المساعدات الإنسانية والغذائية والماء والوقود والكهرباء إلى غزة، والتي تُعد مسؤولية أخلاقية وقانونية على المجتمع الدولي برمته، مشيرين إلى أن حرمان أهالي غزة من متطلبات الحياة الأساسية يُعد خرقاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني وخصوصاً اتفاقية جنيف الرابعة، وتجاوز على كل القيم والمبادئ الإنسانية.
وكانت اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية قد عقدت اجتماعا يوم أمس الإثنين في العاصمة الصينية بكين، برئاسة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان مع نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية هان تشينغ، وشارك في الاجتماع كل من وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، ووزير خارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، ووزير خارجية جمهورية مصر سامح شكري، ووزير خارجية إندونيسيا ريتنو مارسودي، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه.
وفي غضون ذلك، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بويتن ضرورة هدنات إنسانية وإطلاق سراح الرهائن وإيصال المساعدات إلى غزة، لكنه شدد على أفضلية التوصل إلى تهدئة طويلة الأمد.
أدلى بوتين بهذا التصريح خلال قمة استثنائية عبر الفيديو لمجموعة “بريكس” عقدت اليوم الثلاثاء بمبادرة من جنوب إفريقيا، ووصفها بوتين بأنها جاءت في الوقت المناسب.
وقال بوتين إن الوضع في غزة بما فيه من خسائر في الأرواح، ومعاناة للأطفال، يثير قلقا عميقا، مشيرا إلى أن صور عذاب الأطفال في غزة والعمليات الجراحية التي تجرى بدون تخدير تثير مشاعر خاصة.
وأكد أن الوضع الحالي هو نتيجة لرغبة الولايات المتحدة في احتكار مهمة حل الصراع، مؤكدا أنه أصبح من الواضح عدم جدوى المحاولات الفردية لحل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
وجدد بوتين تأكيده على الموقف الروسي الذي وصفه بالثابت وغير الانتهازي بشأن التسوية الفلسطينية الإسرائيلية.
وأكد في كلمته أن روسيا ودول “البريكس” يمكن أن تلعب دورا رئيسيا في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما دعا إلى ضرورة بذل جهود مشتركة من جانب المجتمع الدولي بهدف تهدئة الوضع ووقف إطلاق النار وإيجاد حل سياسي للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
وتابع الرئيس الروسي: “لقد نشأ أكثر من جيل من الفلسطينيين في وضع يعمه الظلم، كما أن الإسرائيليين لا يستطعيون ضمان أمن دولتهم”، مشيرا إلى أن كل هذا كان نتيجة لتخريب قرارات الأمم المتحدة التي تنص على إنشاء دولتين مستقلتين إسرائيل وفلسطين تتعايشان بسلام”.
كما أعرب بوتين عن امتنانه للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على مساعدته في إجلاء المواطنين الروس من غزة.