وفاة الكاتب والناقد الكبير فوزي فهمي أحد أعمدة الثقافة المصرية
القاهرة – فينيق مصري – ريحاب شعراوي – توفي مساء اليوم الجمعة، الكاتب والناقد الكبير الدكتور فوزي فهمي، الذي يعد أحد أعمدة الثقافة المصرية المعاصرة، أستاذ الدراما والنقد، والرئيس السابق لأكاديمية الفنون التابعة لوزارة الثقافة المصرية، عن عمر ناهز 83 عاماً.
وكان الفقيد أثرى الحركة المسرحية العربية نقداً وإدارة وترجمة وكتابة، وتنقل فهمي في عدد من المناصب الإدارية في وزارة الثقافة المصرية بين معهد النقد والمركز القومي لثقافة الطفل ثم وكيلاً لوزارة الثقافة فرئيساً لأكاديمية الفنون.
ومن بين إنجازاته، والتي واجهت انتقادات في زمنها، كان إطلاق مهرجان المسرح التجريبي الذي كان يستضيف فرقاً عالمية من جميع أنحاء الأرض، لتقدم آخر ما توصلت إليه أفكار المسرح العالمي، إيماناً منه بالمعاصرة وتطور الفنون.
ونعت وزيرة الثقافة، إيناس عبد الدايم، الكاتب الكبير وقالت إن الراحل كان بمثابة “الأب والمعلم والصديق لأجيال من المبدعين، وترك علامات بارزة في مجال المسرح والنقد”.
وأكدت أن الكاتب الكبير ترك علامات بارزة في مجال المسرح والنقد، وقدمت العزاء لأسرته وأصدقائه ومحبيه.
وقال الدكتور فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، عبر صفحته الشخصية في “فيسبوك” أنه عرف فوزي فهمي “إنسانا نبيلا ومفكرا كبيرا ومثقفا قيما خدم الثقافة والفنون في مصر والعالم العربي بمنتهى الزهد والرقي”.
واضاف “كان نموذجا خلوقا يحتذي به في إدارة العمل الثقافي”.
و قال المخرج خالد جلال إننا لم نخسر فقط الأستاذ والمعلم الذي علمنا كل شيء، بل خسرنا الأب المحب المخلص الذى لا مثيل له، وفقد الإبداع المصرى والعربى، والعمل الأكاديمي، رجل دولة من طراز رفيع، تعددت مواهبه، وتنوعت مناصبه، وتبعه جيل من التلاميذ والأبناء الذين يدينون لعلمه وخلقه بالكثير.
بدوره، قال الفنان أحمد السقا إن الدكتور فوزي فهمي كان أستاذه وتعلم منه الكثير.
وقال السقا خلال مهرجان الجونة السينمائي أنه تأثر بوفاة فوزي كثيرا.
يذكر أن الدكتور فوزي فهمي مواليد عام 1938، حاصل على درجة دكتوراه في علوم المسرح، وعلى بكالوريوس من المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الدراما، وكان عضوا في المجلس الأعلى للثقافة، وشغل العديد من المناصب بوزارة الثقافة، منها وكيلا لوزارة الثقافة، رئيسا للمركز القومي لثقافة الطفل، وتولى منصب عميد معهد النقد الفني وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية. ومن مؤلفاته المسرحية عودة الغائب، الفارس والأسيرة، ولعبة السلطان، كما ترجم 100 كتاب للطفل.
وفي حديث خاص لـ RT، علق المؤلف الموسيقي، والعميد السابق لمعهد كونسيرفاتوار القاهرة، ومستشار مكتبة الإسكندرية، الدكتور راجح داوود على رحيل فوزي فهمي بأنه كان يلقبه بـ “الفارس النبيل” للثقافة المصرية. حيث أهداه داوود مؤلفاً بعنوان “حوار للفيولينه والربابة والأوركسترا”، يستقي فكرته من أن الراحل كان دوماً نموذجاً حياً لتلاحم الأصالة بالمعاصرة. وتابع داوود: “لقد كتبت النص الموسيقي لآلة الفيولينه (الكمان) باستخدام تقنيات التأليف المعاصر، بينما كانت آلة الربابة الشعبية المصرية تعزف ألحاناً تقليدية شجية، في تلاحم يجسّد بالنسبة لي شخصية الفارس النبيل الراحل الدكتور فوزي فهمي”.
وقال المؤلف الموسيقي المصري البارز إن فوزي فهمي اعتذر عن حضور الحفل بسبب الإجراءات الاحترازية لوباء كورونا، إلا أنه طلب أن يستمع إلى تسجيل الحفل، وهو ما لم تسنح الفرصة أو الوقت له.
كذلك أشار راجح داوود إلى أن الراحل كان مؤمناً بمنهجية الفكر، وبالتطور والمعاصرة والمستقبل الرقمي للفنون، حتى أنه شاركه، بخبرته الموسيقية، في إنشاء 12 استوديو صوتي لاستخدام الوسائط الإلكترونية في التأليف الموسيقي، وإدخال الموسيقى الإلكترونية المعاصرة كجزء أساسي من مناهج قسم التأليف الموسيقي بكونسيرفاتوار القاهرة.