الخرطوم – فينيق نيوز – دعت قيادة الشرطة السودانية، اليوم الثلاثاء، قوات الأمن إلى عدم التعرض للمواطنين والتجمعات السلمية، وذلك بعد يوم دام أسفر عن مقتل 7 أشخاص.
وقالت قيادة الشرطة في بيان، لقد “ظلت قوات الشرطة خلال الأحداث الأخيرة تؤدى واجباتها في إطار القانون، وبعد اطلاع هيئة الإدارة على تطورات الأحداث الأمنية والجنائية في البلاد أصدرت توجيهاتها لكل قوات الشرطة بالمركز والولايات بعدم التعرض للمواطنين والتجمعات السلمية”.
ودعا البيان الشرطة إلى القيام بواجباتها في “حفظ الأرواح والممتلكات ومنع الجريمة وتنظيم المرور وإجراءات السلامة العامة”.
وناشدت قيادة الشرطة في بيانها المواطنين الالتزام بالسلمية والابتعاد عن التخريب، معلنة جاهزيتها لتلقى البلاغات الجنائية.
وكانت أعلنت مصادر طبية سودانية مقتل 7 أشخاص بينهم طبيب و3 ضباط اليوم الثلاثاء، خلال محاولة قوات الشرطة السودانية فض اعتصام المتظاهرين أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم، فيما تضاربت الأنباء حول تبعية القوه الأمنية، التي حاولت فض اعتصام
وأفادت مصادر أن قوات الأمن تحاول للمرة الثانيه على التوالي فض الاعتصام، وأنها أطلقت النار في الهواء.
وهاجمت قوى أمنية في وقت سابق فجر اليوم، مكان الاعتصام في محاولة لفكه، وأدى تدخل الجيش لحماية المعتصمين إلى اندلاع اشتباكات مع القوى الأمنية المهاجمة.
وقالت “لجنة الأطباء السودانيين المركزية” المعارضة في بيان في صفحتها على “فيسبوك”، إن الأجهزة الأمنية استخدمت الرصاص الحي في محاولة لفك الاعتصام، ما أدى إلى سقوط قتيلين وإصابة عدد آخر، بينهم عسكريون، مشيرة إلى أن إصابة بعضهم خطيرة.
وأفادت وكالة “رويترز” في وقت سابق بأن اشتباكات بين جنود للجيش السوداني وقوات الأمن حصلت خلال محاولة الأخيرة فض اعتصام المحتجين أمام القيادة العامة للجيش بالقوة وإطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع عليهم.
ونقلت الوكالة عن متظاهرين أن قوات الأمن تحاول فض الاعتصام بالقوة مستخدمة الرصاص وقنابل الغاز.
ودعا “تجمع المهنيين السودانيين” المعارض عبر صفحته على “فيسبوك”، السودانيين في الخرطوم إلى الخروج والالتحاق بمقر القيادة العامة أين يعتصم المتظاهرون.
كما دعا إلى استخدام مكبرات الصوت في الجوامع لحث الجميع على الخروج ومساندة المعتصمين.
ولأول مرة تدخل جنود سودانيون أمس الاثنين، لحماية المتظاهرين المطالبين بإنهاء حكم الرئيس عمر البشير، بعدما حاولت قوات الأمن فض اعتصام أمام مجمع القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، ويضم المجمع مبنى وزارة الدفاع ومقر إقامة الرئيس عمر البشير ومقر جهاز المخابرات.
وأعلن وزير الداخلية السوداني، بشارة جمعة، أمام البرلمان الاثنين أن 6 أشخاص قتلوا في العاصمة الخرطوم خلال احتجاجات على مدى يومي السبت والأحد، بينما قتل شخص آخر في إقليم دارفور بغرب البلاد.
ويشهد السودان احتجاجات منذ ديسمبر الماضي عندما رفعت الحكومة أسعار الخبز والوقود، وتطورت بعد ذلك مطالب المحتجين لترفع شعارات تطالب بتنحي البشير.
من جانبه اكد الفريق أول ركن عوض محمد أحمد بن عوف، النائب الأول للرئيس السوداني، وزير الدفاع، أن القوات المسلحة هي صمام أمان البلد ولن تفرط في أمنه ووحدته وقيادته.
وأفاد بأن كل السودان بأبنائه ومقدراته أمانة في عنق القوات المسلحة، وأن التاريخ لن يغفر لقادتها إذا فرطوا في أمنه.
وقال ابن عوف إن هنالك جهات تحاول استغلال الأوضاع الراهنة لإحداث شرخ في القوات المسلحة وإحداث الفتنة بين مكونات المنظومة الأمنية بالبلاد، مشددا على أنه لن يتم السماح بذلك مهما كلف من عنت وضيق وتضحيات.
وبين الوزير السوداني أن القوات المسلحة تقدر أسباب الاحتجاجات، وهي ليست ضد تطلعات وطموحات وأماني المواطنين، ولكنها لن تسمح بانزلاق البلاد نحو الفوضى ولن تتسامح مع أي مظهر من مظاهر الانفلات الأمني.
من جهته، أكد الفريق أول ركن كمال عبد المعروف الماحي رئيس الأركان المشتركة التأكيد على جاهزية القوات المسلحة في التصدي لكل من يحاول العبث بأمن السودان وسلامة المواطنين.
وقال الماحي إن الجيش السوداني على العهد الذي قطعه أمام الشعب بحماية مقدراته ومكتسباته، مشددا على أهمية وحدة وتماسك المنظومة الأمنية (القوات المسلحة، قوات الشرطة، جهاز الأمن والمخابرات وقوات الدعم السريع) وقيامها بواجباتها في حفظ الأمن وحماية المواطنين في تكامل وتنسيق للأدوار.
وأضاف أن القوات المسلحة لن تسمح بانزلاق البلاد نحو المجهول وأنه لا مجال لاستهدافها والمزايدة على مواقفها.
وأشار المسؤول العسكري إلى أن المرحلة التي تمر بها البلاد تتطلب اليقظة والانتباه من الجميع حرصا على سلامة الوطن والمساهمة في الحيلولة دون تقويض حالة الاستقرار التي تنعم بها البلاد ودرء الفتن وتفويت الفرصة على كل من يستهدف ذلك.