مصر.. احتفالات شم النسيم.. طقوس مختلفة ومشاعر واحدة

إسكندرية – فينيق مصري – ريحاب شعراوي – احتفلت مصر على اختلاف ديانة ومعتقدات ابنائها، اليوم الاثنين، بشم النسيم بعيدا عن الجدل المتجدد وفتاوى تحرم على المسلمين بهذا العيد الفرعوني الأصل، ورغم بعض المحاولات الإرهابية التخريبية.
وعاشت اغلب المدن المصرية احتفالات حاشدة اختلفت شكلا وفق طريقتها وتقاليد أهلها و وحدها الاحساس المفعم بالربيع والفسيخ والبصل الأخضر والبيض الملون والأطعمة المعتاد تناولها في هذا اليوم الضارب في التاريخ بعمق 5000 سنة.
وشهدت الشواطى المصرية على البحرين الأبيض والأحمر ازدحام شديد منذ الساعات الأولى بسبب خروج المصرين والسياح العرب والاجانب لشم النسيم.
واكتظت مدينة الإسكندرية وسائر شواطئها بابنائها وضيوفها، للاحتفال بأعياد شم النسيم، رغم الحالة الجوية المائلة للبرودة وبرودة مياة البحر بخلاف العادة في مثل هذا الموسم
اليوم، للاحتفال بشم النسيم ونزول البحر، ولكنهم فوجئوا أن جو الإسكندرية بارد والمياه باردة فى يوم شم النسيم، على العكس من السنوات السابقة كانوا يستمتعون بالمياه مثل أوقات الصيف. وأضاف إسلام مصطفى، أن جو الإسكندرية جيد جداً، اليوم، ولكن هناك زحام شديد لتوافد عدد كبير من المحافظات على المتنزهات والشواطىء اليوم، مضيفًا:” مية البحر سقعة مش متعودين عليها كده”.
وتفقد محافظ الإسكندرية هانى المسيرى الشواطئ والمتنزهات باسكندرية ، للتأكد من الالتزام بالخطة الموضوعة لتقديم أفضل خدمة للمواطنين والوافدين لقضاء إجازة شم النسيم.
وشدد محافظ الإسكندرية على تقديم أفضل خدمة للمواطنين والوافدين، إلى المحافظة، خاصة على الشواطئ المجانية.
وتفقدت سعاد الخولى نائب محافظ الإسكندرية الشواطئ للتأكد من تقديم الخدمات للجمهور، مشددة على ضرورة الالتزام من مراقبى الشواطئ ورجال الإنقاذ بالخطة الموضوعة للاستعدادات الخاصة بشم النسيم.
وأشارت الدكتور سعاد الخولى الى أن هذا اليوم يعد بروفة لتجهيزات موسم الصيف وأكدت على حرص القيادة السياسية فى الحفاظ على التراث المصرى
وشهدت مدن جنوب سيناء وشواطئها إقبالا كبيرا، فى شم النسيم، وشهدت شرم الشيخ إقبالاً غير مسبوق حيث تجاوز إشغال الفنادق 100% لقضاء إجازة شم النسيم وأعياد الربيع
وأقامت معظم فنادق شرم حفلات متنوعة، واستقطبت مشاهير الفنانين منهم عاصم الحلانى الذى أكد أنه جاء إلى شرم الشيخ لتشجيع السياحة فى مصر، ولينشر السعادة بين الجاليات العربية.
واستقبلت شواطئ رأس سدر اعددا كبيرة وصلوا لقضاء إجازة شم النسيم‏ وحققت فنادق المدينة نسبة إشغال بلغت 100%‏ وتم تأمين الشاطئ بالغطاسين ولنشات الإنقاذ النهرى‏‏ ورفع درجات الاستعداد بالمستشفيات ونقاط الإسعاف على الطرق السريعة
‏ وفى مدينة دهب، ازدحمت الشواطئ خصوصا العصلة بالزائرين وسط جو رائع ومياه خليج العقبة الدافئة‏.‏
و خرج أهالى مدينة طور سيناء وروادها ليستمتعوا بشم النسيم بأجوائه الربيعية‏ بالحدائق العامة وحمام موسى الذى امتلأ بالزوار
وشهدت شواطئ الكيلانى والقمر بطور سيناء توافد مئات المواطنين وأقامت مديرية الشباب طور سيناء عدداً من الاحتفالات.
واحتفلت مدن القناة خاصة بورسعيد والإسماعيلية بطقوس مختلفه تعود الى مائة عام وتتثمل بحرق دمى تمثل الطغاة والشخصيات المكروهة شعبيا، فى المنطقة منذ عهد الاحتلال البريطانى ، ودأب أهل القناة على صنع دمية “اللمبى” تحريف لاسم المندوب السامى البريطانى اللورد إدموند ألنبى الذى كان معروفا بقسوته ضد المصريين، ويجوبون بها شوارع المدينة مرددين الأغنية الشعبية “يا ألمبى يا بن حلبموحة.. مين قالك تتجوز توحة”.
وقرب المحطة الجديدة احتشد الآلاف من أهالى المدينة حول دمية ضخمة كتب عليها “داعش”، وارتفعت سحب الدخان فى سماء حى العرب ببورسعيد، بعدما صنع الفنان محسن خضير مسرحا مكشوفا وضع عليه دمى تمثل واقعة ذبح المصريين فى ليبيا على يد تنظيم داعش، وأقام البورسعيدية محرقة للمسلحين فى منتصف الليل.
واستعادت الإسماعيلية هذا العام تقليدا قديما هو اختيار أميرة الفراولة من بين طفلات يرتدون ملابس بيضاء، تتوج إحداهن أميرة للفراولة أشهر فواكه الربيع، ونظمت إدارة المحافظة حفلا لتنصيب مائة طفلة بلقب أميرة الفراولة يوم السبت على مسرح قصر ثقافة الإسماعيلية.
ولم يقتصر الاحتفال بشم النسيم على الحدائق والمتنزهات العامة، وشهدت مواقع التواصل الاجتماعى هذا العام نصيب كبير فى احتفالات المصريين حيث امتلأت “تويتر” و”فيس بوك” بانطباعات المواطنين عن الاحتفال بأعياد الربيع هذا العام، وشعورهم عقب تناولهم “الفسيخ والرنجا”، مصحوباً بالبصل والليمون. كما تخللت الانطباعات تعليقات ساخرة، عن كيفية تناول المصريين للأطعمة فى هذا اليوم، وإسرافهم فيها، الأمر الذى يجعلهم عرضة للإصابة بآلام المعدة وانتفاخ القولون وارتفاع درجة حرارة الجسم.
ومن جانبه قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف: إنه سيهنئ المسيحيين بعيدهم ويحتفل بشم النسيم، وتابع معقبًا على فتاوى عدد من السلفيين بعدم جواز تهنئة المسيحيين وحرمة الاحتفال بشم النسيم، قائلا: “كالعادة في كل مناسبة وفي موعدها المعتاد والذي يتكرر منذ الآف السنين يتكرر نفس الكلام ونفس الأسئلة ونفس الأجوبة”.
وتابع: “على كل حال أنا شخصيًا سأهنئ المسيحيين وسأشم النسيم إن وجدت نسيمًا يشم وخاليًا من رائحة اللت والعجن الذي أفضل رائحة الفسيخ عنه، فقد كاد يخنقنا حقا”.